responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 89

الفصل الثالث

المجزرة.. والفئة الباغية

من الصعوبات التي تعترض من يريد أن يناقش هذه المجزرة مناقشة علمية، تمسكه بالبيئة التي ولدت فيها الروايات المرتبطة بها، والتي كان لها الأثر الكبير في تصديرها، وتحويلها من مجرد رواية تاريخية إلى حقيقة دينية، أثرت في العقائد والفقه، بل حتى في رؤية خصائص الإسلام، والمقومات التي يقوم عليها.

لذلك كان على من يريد أن يناقش هذه المجزرة أن ينظر في تأثير تلك البيئة في تصدير مثل تلك الروايات، وغيرها من الروايات المشوهة للدين، والتي حاولت أن تقضي على كل القيم النبيلة الواردة فيه، لا بتحريف المصدر الذي ذكرها، وهو القرآن الكريم، وإنما بإضافة الكثير من النصوص التي تزاحمه وتضلل عن سبيله، كما قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [لقمان: 6]

وفي الآية الكريمة إشارة إلى استغلال القائمين على التحريف للحاجة الفطرية الداعية للبحث والفضول والاطلاع على التفاصيل، والتي يدعو إليها حب اللهو والتسلية، ولذلك عقب الله تعالى على تلك الآية الكريمة بقوله: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [لقمان: 7]

ولهذا، فإن هذا الصنف لا يهتم كثيرا لو عرضت عليه أحداث غزوة بني قريظة عرضا عاديا، باعتبارها غزوة كسائر الغزوات، وأن ما طبق فيها من أحكام شرعية هو نفس ما طبق في جميع الغزوات، بل يريد الجديد رعاية للفضول وحب الاطلاع، ولذلك وجد من اليهود

اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست