اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 75
الله إنه قد
كانت للزبير علي منة، وقد أحببت أن أجزيه بها، فهب لي دمه، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: هو لك، فأتاه فقال: إن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
قد وهب لي دمك، فهو لك، قال: شيخ كبير لا أهل له ولا ولد، فما يصنع بالحياة؟ قال:
فأتى ثابت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، هب لي
امرأته وولده، قال: هم لك، قال: فأتاه فقال: قد وهب لي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أهلك وولدك، فهم لك، قال: أهل بيت بالحجاز لا مال
لهم، فما بقاؤهم على ذلك؟ فأتى ثابت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فقال: يا رسول الله، ما له، قال: هو لك، فأتاه ثابت فقال: قد أعطاني رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مالك، فهو لك، قال: أي ثابت، ما فعل الذي كأن وجهه مرآة صينية يتراءى
فيها عذارى الحي، كعب بن أسد؟ قال: قتل، قال: فما فعل سيد الحاضر والبادي حيي بن
أخطب؟ قال: قتل، قال: فما فعل مقدمتنا إذا شددنا، وحاميتنا إذا فررنا، عزال بن
سموأل؟ قال: قتل، قال: فما فعل المجلسان؟ يعني بني كعب بن قريظة وبني عمرو بن
قريظة، قال: ذهبوا قتلوا؟ قال: (فإني أسألك يا ثابت بيدي عندك إلا ألحقتنى بالقوم،
فو الله ما في العيش بعد هؤلاء من خير، فما أنا بصابر لله فتلة دلو ناضح حتى ألقى
الأحبة)، فقدمه ثابت، فضرب عنقه)[1]
وهذه الرواية
تصور اليهود بصورة مختلفة تماما عن الصورة التي رسمها عنهم القرآن الكريم؛ وهي
صورة الحريص على الحياة، وعلى كل شيء في الدنيا مهما كان تافها، كما قال تعالى: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ
أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ
لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ
يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 96]
كما أنها تصور
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعكس الصورة التي رسمها له القرآن الكريم،
وهي
[1] سيرة ابن هشام، (2/ 242)، قال
صاحب كتاب [ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية، د محمد بن عبد الله العوشن، دَارُ
طَيبة، (ص: 174)]: وعنه أخرجه البيهقي في (الدلائل)، ومرسل الزهري لا يفرح به.
وأخرجه في (السنن الكبرى من مرسل عروة، وفي سنده ابن لهيعة. وعزاه الهيثمي إِلى
الطبراني في (الأوسط) وقال: فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف)
اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 75