اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 55
بلغه عن عائشة وأم سلمة خلاف ذلك، قال: إنه لم يسمعه من النبي
k وإنما أخبره به الفضل بن عباس.
لكن المحدثين وجدوا مبررات تنفي هذا الغموض، وتستر هذه
الثغرة، فذكروا أن قول أبي هريرة: (سمعت، أو حدثني، أو قال فلان، أو قال رسول الله
k) حتى ولو لم يحصل ذلك كله، فإنه مرسل من الصحابة..
والصحابة كلهم عدول.
واعتذروا لذلك أيضا بما قال ابن سيرين: (لم يكونوا يسألون عن
الإسناد؛ فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم...)[1]
وهذا تبرير أخطر، لأنه يدل على أن الأمر كان قبل ذلك سائبا
يحدث من شاء بما شاء، من غير أن يطالب بأي بينة.
وقد رووا في ذلك عن حميد قوله: (كنا مع أنس بن مالك، فقال:
والله ما كل ما نحدثكم سمعناه من رسول الله k، ولكن كان يحدث بعضنا بعضا، ولا يتهم بعضنا بعضا)[2]
وعن البراء، قال: (ما كل الحديث سمعناه من رسول الله k كان يحدثنا أصحابنا عنه، بل كانت تشغلنا عنه رعية
الإبل)[3]، وقال:
(ليس كلنا كان يسمع حديث رسول الله k إذ
كانت لنا ضيعة وأشغال، ولكن الناس لم يكونوا
[1] شرح صحيح
مسلم = صحيح مسلم بشرح النووي، النووي، دار الكتاب العربي، 1407 ه بيروت. (1/173)
[2] الجامع
لأخلاق الراوي وآداب السامع، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب
البغدادي (المتوفى: 463هـ)، المحقق: د. محمود الطحان، مكتبة المعارف - الرياض ،
(1/174، 175)