اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 142
مصادرها الموثوقة مع قرب عهدها من النبوة في نفس الوقت الذي
تجوز فيها الرواية عن اليهود؛ ففي الحديث الذي رووه عن أبي هريرة مرفوعا إلى رسول
الله a أنه قال: (لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن، فمن كتب عني شيئا
غير القرآن فليمحه.. وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)[1]
وهذا ما جعلهم يعتبرون تعلم كتب أهل
الكتب من العلم النافع الذي يجعل صاحبه من طلبة العلم الذين ورد في النصوص المقدسة
الثناء عليهم، ويروون في ذلك عن أبي
هريرة أن من مناقبه ما مدحه به كعب الأحبار
من قوله له: (ما رأيت أحدا لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة) [2]
وهذا ما جعل أحاديث كعب الأحبار وغيره من اليهود تتسلل إلى
الإسلام عبر أبي هريرة وغيره من الصحابة، حتى أن ابن كثير روى عن مسلم صاحب الصحيح
بسنده عن بكير بن الأشج، قال: قال لنا بشر بن سعيد: (اتقوا الله وتحفظوا من
الحديث، فوالله لقد رأيتنا تجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله، ويحدثنا عن كعب
الأحبار ثم يقوم فأسمع بعض ما كان معنا يجعل حديث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن كعب وحديث كعب عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم) [3]
وقد ذكر ابن سعد في طبقاته الكبرى قصة أول لقاء بين كعب وأبي
هريرة، فروى عن عبد الله بن شقيق قال: جاء أبو هريرة إلى كعب يسأل عنه، وكعب في
القوم، فقال كعب: ما تريد منه؟، فقال: أما إني لا أعرف أحدا من أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يكون أحفظ لحديث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مني، فقال كعب: أما
[1] البخاري (6 / 496 رقم 3461)
والترمذي (7 / 431 - 432 رقم 2806)
[2] تذكرة الحفاظ 1 / 36، ابن عساكر في تاريخ
دمشق (67/ 343) سير أعلام النبلاء: (2/ 600)