اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 102
الإضافة (واسم
أبيه اسم أبي) لم ترد إلا في هذه الرواية، أي أن الراوي أدرجها ضمن المتن الصحيح
لغرض سياسي وهو التقرب من العباسيين، وخصوصا من المنصور الذي كان اسمه [عبد الله]،
وسمى ولده [محمد] المشهور بالمهدي ثالث خلفاء الدولة العباسية [1].
وهكذا رأينا كيف
أدرج ابن إسحق عدد القتلى ضمن الحادثة، من غير أن يذكر سنده في ذلك، ثم راح غيره
يرويها كلما روى الحادثة، حتى جاء الفقهاء وعلماء الدراية، وبدل أن يناقشوا أصل
المسألة راحوا يبحثون عن تبريراتها، ويستنبطون منها الأحكام.
ومما يقترب من
هذا، وله آثاره الخطيرة ظاهرة الدس في الكتب، والتي أشار إليها علماء الجرح
والتعديل عند حديثهم عن ابن إسحق، وهذه الظاهرة أصابت جميع المدارس الإسلامية سنة
وشيعة، ولهذا نجد روايات هذه المجزرة موجودة في تراث كليهما.
ولا بأس أن نقتبس
هنا من بحث رصين للشيخ حيدر حب الله حول هذه الظاهرة الخطيرة، وكيف أثرت في التراث
الشيعي، ونقلت له الكثير من الخرافات التي انفرد بها، أو رويت في التراث السني،
فقد قال في كتابه [دراسات
في الفقه الإسلامي المعاصر]: (من
الضروري أن نعرف أن الواضع قد لا يقوم برواية حديث أو يكتبه في كتابه، وإنما يقوم
بدسّ حديثٍ في كتاب شخصٍ آخر معروف في الثقات، وهذا من أخطر مصاديق الدسّ على
الثقات والمشاهير)[2]
ثم بين طريقة
ذلك، وضرب له أمثلة من كتب الشيعة؛ فقال: (وطريقة ذلك مثلاً أن يحصل الواضع على
كتاب شخص ثقةٍ جليل مثل محمد بن مسلم أو زرارة بن أعين أو جابر بن عبد الله
الأنصاري، ثم يقوم بإعادة استنساخه مضيفاً بعض الأحاديث التي لم تكن موجودةً فيه
أو منقصاً أو مغيّراً، أو ما شابه ذلك، ثم يقوم بنقل النسخة المحرّفة من الكتاب