اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 78
الأمر فيها من خصلتين: إما أن كانت صلاة موسى فيها جائزة أو
غير جائزة، فإن كانت جائزة فيها فجاز لموسى أن يكون يلبسها في تلك البقعة، وإن
كانت مقدسة مطهرة، وإن كانت صلاته غير جائزة فيها فقد أوجب أن موسى لم يعرف الحلال
والحرام، ولم يعلم ما جازت الصلاة فيه مما لم تجز وهذا كفر).. قيل له: فأخبرني عن
التأويل فيهما، فقال: (إن موسى عليه السلام كان بالواد المقدس، فقال: يا رب.. إني
أخلصت لك المحبة مني، وغسلت قلبي عمن سواك ـ وكان شديد الحب لأهله ـ فقال الله
تبارك وتعالى: ﴿فَاخْلَعْ
نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ [طه: 12] أي انزع حب أهلك من قلبك إن كانت محبتك لي خالصة،
وقلبك من الميل إلى من سواي مشغولا)[1]
10. ما ورد حول داود عليه السلام:
وقد ورد في حقه الكثير من الأحاديث التي
تتعلق بالهدي المقدس الذي جاء به، وسنذكرها في الفصل الثاني، ونكتفي هنا بهذه
الأحاديث:
[الحديث: 164]
قال الإمام علي: (وإن شئت ثلثت بداود
عليه السلام صاحب المزامير، وقارئ أهل الجنة، فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده،
ويقول لجلسائه: أيكم يكفيني بيعها؟.. ويأكل قرص الشعير من ثمنها)[2]
[الحديث: 165]
قال الإمام الصادق: (إن داود عليه
السلام لما وقف الموقف بعرفة نظر إلى الناس وكثرتهم، فصعد الجبل فأقبل يدعو، فلما
قضى نسكه أتاه جبريل فقال له: يا داود.. يقول لك ربك: لم صعدت
الجبل؟.. ظننت أنه يخفى علي صوتٌ من صوت؟!.. ثم