اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 61
رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ والله على ذلك
ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا، قال: فإني أنا هو، قال: وكان له أندران
أندرٌ للقمح وأندرٌ للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت أحدهما على أندر القمح
أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض)[1]
[الحديث: 117]
قال الإمام الباقر: (إن أيوب ابتلي
سبع سنين من غير ذنب، وإن الأنبياء لا يذنبون، لأنهم معصومون مطهرون لا يذنبون ولا
يزيغون ولا يرتكبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا.. وإن أيوب من جميع ما ابتلي به لم تنتن
له رائحةٌ، ولا قبحت له صورة، ولا خرجت منه مدة من دم ولا قيح، ولا استقذره أحدٌ
رآه، ولا استوحش منه أحدٌ شاهده، ولا تدود شيءٌ من جسده.. وهكذا يصنع الله عز وجل
بجميع من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه، وإنما اجتنبه الناس لفقره
وضعفه في ظاهر أمره، لجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره من التأييد والفرج، وقد قال
النبي a: أعظم الناس بلاء الانبياء، ثم الأمثل فالأمثل)[2]
[الحديث: 118] قال الإمام الصادق: (قال أيوب النبي عليه السّلام حين دعا ربه: يا رب
كيف ابتليتني بهذا البلاء الذي لم تبتل به أحدا؟ فو عزتك إنك لتعلم أنه ما عرض لي
أمران قط كلاهما لك طاعة إلا عملت بأشدهما على بدني.. فنودي: ومن فعل ذلك بك يا
أيوب؟.. فأخذ التراب فوضعه على رأسه، ثم قال: أنت يا رب[3].