اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 297
نادى الثانية فانصدع القبر ثم نادى الثالثة فخرجت وهي تنفض
رأسها من التراب، فقالت: أماه ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين، يا أماه اصبري
واحتسبي فلا حاجة لي في الدنيا.. يا روح الله سل ربي أن يردني إلى الآخرة وأن يهون
علي كرب الموت، فدعا ربه فقبضها إليه فاستوت عليها الأرض)[1]
[الأثر: 271]روي أن رجلا صحب المسيح
عليه السلام، فانطلقا
فانتهيا إلى شاطىء نهر فجلسا يتغديان ومعهما ثلاثة أرغفة فأكلا الرغيفين وبقي رغيف،
فقام عيسى إلى النهر يشرب ثم رجع فلم يجد الرغيف، فقال للرجل: من أكل الرغيف قال:
لا أدري فانطلق معه فرأى ظبية معها خشفان فدعا أحدهما فأتاه فذبحه وشواه وأكلا ثم
قال للخشف: قم بإذن الله فقام فقال للرجل: أسألك بالذي أراك هذه الآية من أكل
الرغيف قال: لا أدري ثم انتهيا إلى البحر فأخذ عيسى بيد الرجل فمشى على الماء ثم
قال: أنشدك بالذي أراك هذه الآية من أخذ الرغيف قال: لا أدري.. ثم انتهيا إلى
مفازة وأخذ عيسى ترابا وطينا فقال: كن ذهبا بإذن الله.. فصار ذهبا فقسمه ثلاثة
أثلاث فقال: ثلث لك وثلث لي وثلث لمن أخذ الرغيف، قال: أنا أخذته.. قال: فكله لك،
وفارقه عيسى فانتهى إليه رجلان فأرادا أن يأخذاه ويقتلاه قال: هو بيننا أثلاثا
فابعثوا أحدكم إلى القرية يشتري لنا طعاما فبعثوا أحدهم فقال الذي بعث: لأي شيء
أقاسم هؤلاء المال ولكن أضع في الطعام سما فاقتلهما، وقال ذانك: لأي شيء نعطي هذا
ثلث المال ولكن إذا رجع قتلناه، فلما رجع إليهم قتلوه وأكلا الطعام فماتا، فبقي
ذلك المال في المفازة وأولئك الثلاثة قتلى عنده[2].
[1]
رواه اسحق بن بشر وابن عساكر، الدر المنثور: 2/216.