اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 180
مائة، ومن زنى وله امرأة جلدناه حتى يموت، أو رجمناه حتى يموت
[الطبري يشك] فقال له قارون: وإن كنت أنت؟ قال: وإن كنت أنا، قال: فإن بني إسرائيل
يزعمون أنك فجرت بفلانة. قال: ادعوها، فإن قالت، فهو كما قالت؛ فلما جاءت قال لها
موسى: يا فلانة، قالت: يا لبيك، قال: أنا فعلت بك ما يقول هؤلاء؟ قالت: لا وكذبوا،
ولكن جعلوا لي جعلا على أن أقذفك بنفسي، فوثب، فسجد وهو بينهم، فأوحى الله إليه:
مر الأرض بما شئت، قال: يا أرض خذيهم! فأخذتهم إلى أقدامهم. ثم قال: يا أرض خذيهم،
فأخذتهم إلى ركبهم. ثم قال: يا أرض خذيهم، فأخذتهم إلى حقيهم، ثم قال: يا أرض
خذيهم، فأخذتهم إلى أعناقهم؛ قال: فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى، ويتضرعون إليه.
قال: يا أرض خذيهم، فانطبقت عليهم، فأوحى الله إليه: يا موسى، يقول لك عبادي: يا
موسى، يا موسى فلا ترحمهم؟ أما لو إياي دعوا، لوجدوني قريبا مجيبا)[1]
ومن الأمثلة المتعلقة بهذا ما رووه عن عن أبي هريرة أن رسول
الله a قال: (نزل نبي من الأنبياء[2]تحت شجرة فلدغَتْهُ نملةٌ، فأمر بجهازه فأُخرج من
تحتها، ثم أمر ببيتها فأُحرق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلا نملةٌ واحدة؟)[3]وفي رواية لمسلم: (فأوحى الله إليه أفي أن قرصتك
نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح؟)
وهذه رواية خطيرة لا تتوافق أبدا مع رحمة الأنبياء ولطفهم
وأخلاقهم العالية.. وقد ذكر القرآن الكريم ذلك التواضع الذي تواضع به سليمان عليه
السلام أمام النملة، وما كان