اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 160
الرواية التي ذكر فيها أن عددهن تسعون،
فقد قال البخاري في صحيحه: قال شعيب وأبو الزناد: تسعين، وهو أصح. إمكان الجمع بين
هذه الروايات، وقد ذهب إلى ذلك ابن حجر رحمه الله في كتابته على هذا الحديث في
الباب الذي ذكرته في السؤال، قال رحمه الله: (فمحصل الروايات ستون وسبعون وتسعون
وتسع وتسعون ومائة، والجمع بينها أن الستين كن حرائر، وما زاد عليهن كن سراري أو
بالعكس، وأما السبعون فللمبالغة، وأما التسعون والمائة فكن دون المائة وفوق
التسعين، فمن قال: تسعون، ألغى الكسر، ومن قال: مائة، جبره، ومن ثم وقع التردد في
رواية جعفر)[1])[2]
وهكذا استطاع العقل السلفي أن يحل مشكلة
العدد بكل سهولة.. لكن المسألة الأخرى التي عرضت لهم، والتي وردهم السؤال بشأنها
أخطر، وصاحبها ربما يكون قد استعمل عقله، فقد قال لهم سائلا: (.. ولا ريب في صحة
هذا الحديث باعتبار الرواة والإسناد، ولكن مفهوم الحديث خلاف للعقل والشعور صريحا،
ومفهومه يعلن ويجهر أن النبي a ما قال هكذا كما نقل
الراوي، بل ذكر النبي a من أباطيل وخرافات اليهود
مثالا، وفهم الراوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله بيانا واقعيا؛ لأن كل إنسان
إن حاسب في نفسه فوضح عليه أن فرض عدد الأزواج ستون 60، إن باشرهن سليمان عليه السلام في ساعة 6 أزواج باشرهن كل الليل
بغير توقف متواليا عشر ساعة، فهل هذا ممكن عقلا؟)[3]
لكن اللجنة الدائمة للفتوى بما لديها من
عقول سلفية جبارة استطاعت أن تحل هذه