اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 145
والعجيب أن ابن تيمية استدل بهذه القصة
على دنو الله من خلقه، فقال: (..وقد جاء أيضاً من حديث وهب بن منبه وغيره من
الاسرائيليات قربه من أيوب عليه السلام وغيره من الأنبياء عليهم السلام. ولفظه
الذي ساقه البغوى أنه أظله غمام ثم نودى يا أيوب أنا الله، يقول أنا قد دنوت منك
أنزل منك قريبا)[1]
بل إن الروايات المشوهة للأنبياء عليهم
السلام لم تكتف بهذا، بل راحت تصور أيوب عليه السلام بصورة الحريص على الدنيا،
المتكالب على متاعها، فقد رفعوا إلى رسول الله a قوله: (بينما أيوب عليه
الصلاة والسلام يغتسل عريانا، خر عليه جراد من ذهب، فجعل يحثي في ثوبه، قال:
فناداه ربه عز وجل: يا أيوب، ألم أكن أغنيتك؛ قال: بلى. يارب ولكن لا غنى بي عن
بركاتك)[2]
ولست أدري ما جدوى أن يصور النبي عريانا،
ثم يصور حرصه على الذهب، وكلاهما تصويران يحرص اليهود على وصف الأنبياء بهما.
والمشكلة في الحديث فوق هذا أن أيوب عليه
السلام، وبعد أن سقط عليه جراد الذهب وهو عريان أخذ يحثي بثوبه؟
في مقابل هذه الصورة عن أيوب عليه السلام،
وسبب بلائه، وكيف تعامل معه، نرى المدرسة التنزيهية تنحى منحى مختلفا تماما، فهي
تقرأ أيوب كما تقرأ جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من خلال الصورة القرآنية،
ومن خلال العصمة المطلقة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام.