اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 143
بحيث طرح في المزابل لأجل المرض الذي حل
به، وإنما خطورتها في تلك الرعونة والقسوة التي صوروا بها أيوب عليه السلام، وهو
يخاطب زوجته التي نصحته أن يدعو الله، فأجابها بذلك الفحش الذي ننزه أنبياء الله
عنه.
ومن الروايات التي رووها في هذا ما رووه
عن الحسن، قال: (لقد مكث أيوب عليه السلام مطروحا على كناسة لبني إسرائيل سبع سنين
وأشهرا، ما يسأل الله عز وجل أن يكشف ما به.. فما على وجه الأرض أكرم على الله من
أيوب، فيزعمون أن بعض الناس، لو كان لرب هذا فيه حاجة ما صنع به هذا! فعند ذلك دعا)[1]
وخطورة هذه الرواية أيضا في تصويرهم لأيوب
عليه السلام، وكرامته على الله بسبب عدم دعائه، وهذا يتناقض مع ما ذكر في القرآن
الكريم من كثرة دعوات الأنبياء لله تعالى..
ومن الروايات الخطيرة في هذا ما رووه عن وهب
بن منبه ـ مع إقرار ابن تيمية لهذه الرواية ـ أن أيوب لم يقل تلك الكلمة التي
ذكرها القرآن الكريم عنه، وإنما قال بدلها: (رب لأي شيء خلقتني ليتني إذ كرهتني لم
تخلقني يا ليتني قد عرفت الذنب الذي أذنبت، والعمل الذي عملت، فصرفت به وجهك
الكريم عني لو كنت أمتني فألحقتني بآبائي الكرام، فالموت كان أجمل بي ألم أكن
للغريب دارا وللمسكين قرارا ولليتيم وليا وللأرملة قيما، إلهي أنا عبدك إن أحسنت
فالمن لك وإن أسأت فبيدك عقوبتي، وجعلتني للبلاء عرضا وللفتنة نصبا وقد وقع علي
بلاء لو سلطته على جبل لضعف عن حمله، فكيف يحمله ضعفي وإن قضاءك هو الذي أذلني وإن
سلطانك هو الذي أسقمني وأنحل جسمي، ولو أن ربي