اسم الکتاب : الإمامة والامتداد الرسالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 378
أيها المسلمون أأغلب على إرثيه يا ابن أبي قحافة! أفي كتاب
الله أن ترث أباك، ولا أرث أبي؟ ﴿لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴾
[مريم: 27]، أفعلى عمد تركتم كتاب الله، ونبذتموه وراء ظهوركم اذ يقول: ﴿وَوَرِثَ
سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾ [النمل: 16]، وقال فيما اختص من خبر يحيي بن زكريا
عليهما السلام اذ قال رب ﴿هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي
وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾ [مريم: 5، 6]، وقال: ﴿ وَأُولُو
الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ [الأنفال:
75]، وقال: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ
حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾ [النساء: 11]، وقال: ﴿ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا
الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى
الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 180]، وزعمتم ألا حظوة لي، ولا إرث من أبي ولارحم
بيننا!
أفخصكم الله بآية أخرج منها أبي؟ أم هل تقولون أهل ملتين لا
يتوارثان، أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟! أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه
من أبي وابن عمي؟ فدونكها مخطومة مرحولة، تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله،
والزعيم محمدٌ، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم إذ
تندمون، و﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾
[الأنعام: 67]
ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت: يا معاشر الفتية، وأعضاد
الملة، وأنصار الإسلام! ما هذه الغميزة في حقي؟ والسنة عن ظلامتي؟ أما كان رسول
الله a أبي يقول: (المرء يحفظ في ولده؟) سرعان ما أحدثتم، وعجلان ذا إهالة،
ولكم طاقةٌ بما أحاول، وقوةٌ على ما أطلب وازاول!
أتقولون مات محمدٌ a؟! فخطبٌ جليلٌ استوسع وهيه، واستنهر فتقه،
وانفتق رتقه، وأظلمت الأرض لغيبته، وكسفت النجوم لمصيبته، وأكدت الآمال، وخشعت
الجبال، وأضيع الحريم، وأزيلت الحرمة عند مماته؛ فتلك والله النازلة الكبرى،
والمصيبة العظمى،
اسم الکتاب : الإمامة والامتداد الرسالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 378