وقال: (كان رجل يصلي، فلما سجد أتاه رجل فوطئ على رقبته، فقال الذي تحته:
والله لا يغفر لك الله أبدا، فقال الله عزوجل: تألى عبدي أن لا أغفر لعبدي، فاني
قد غفرت له) ([71])
وقد سمى رسول الله a هؤلاء الذين زعموا لأنفسهم امتلاك خزائن الجنان (المتألين)، فقال: (ويل
للمتألين من أمتي، الذين يقولون: فلان في الجنة، وفلان في النار)([72])
وأخبر عن هلاك هذا النوع من الناس، فقال: (إذا سمعت الرجل يقول: هلك
الناس فهو أهلكهم)([73])،
وقال: (إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم) ([74])
وسر ما وقع فيه هؤلاء الذين يقنطون الخطائين من
رحمة الله تعالى عدم معرفتهم بالله، وقياسهم لأنفسهم عليه، ولو أنهم عرفوه حق
معرفته، وعظموه حق تعظيمه، لاعتبروا مغفرته أعظم من أن تغلبها الذنوب.
ولهذا يرد في النصوص المقدسة الكثيرة تبشير
الخطائين بأنه لا توجد ذنوب يمكنها أن تعظم على الله؛ بل يمكن للتوبة الصادقة النصوح
أن تمسح كل آثار الخطيئة، ففي الحديث القدسي قال تعالى: (يا ابن آدم
إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى.. يا ابن آدم لو بلغت
ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك.. يا ابن آدم إنك