responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 80

 

فالآية الكريمة تدعو المؤمنين إلى النظر في حاضر الإنسان، ومدى اهتمامه وممارسته للعمل الصالح، وغض النظر عن ماضيه الذي تاب منه، ذلك أن الله تعالى محاه وكفره، وبذلك لم يبق في صحيفة عمله إلا الأعمال الصالحة التي يقوم بها..

وهي بذلك تجعل المدعين عليه أو التهمين له كاذبين في دعواهم؛ لأنهم يتهمونه بذنوب لا وجود لها في صحيفته، وكأنها تقول لهم: إن كان الله قد كفرها ومحاها؛ وهو صاحب الحق المطلق في العقوبة عليها؛ فكيف لكم أنتم أن تعاقبوه، ولو بذكرها؟

ومثل ذلك ورد في قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ﴾ (الاحقاف:16)

وهي تخبر أن الله تعالى بفضله ورحمته ينتقي من أعمال عباده أفضلها وأحسنها، ليجزيه على أساسها، أما ذنوبه فيكفيه توبته منها، وصدقه في ذلك.

وهكذا ترد الآيات القرآنية الكثيرة تدعو المذنبين إلى استئناف حياة الطهارة الجديدة، بعيدا عن ذلك الألم الذي قد يحول بينهم وبين مواصلة حياتهم؛ فيكفيهم تذكرهم لذنوبهم، وإقرارهم بها، وندمهم عليها، وتصحيحهم لآثارها.

بل إنها تنهاهم عن التشاؤم أو الوقوع في الإحباط واليأس بسببها، لأن من يفعل ذلك يسيء إلى ربه، حين يتوهم عجزه عن مغفرة ذنوب عباده، قال تعالى: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]

ولهذا كان من العقائد الأساسية للمؤمن معرفة اسم الله تعالى [الغفور]، وما يرتبط به من أسماء كالعفو والحليم والتواب وغيرها.. والتي لا يتم إيمان المؤمن إلا بها، قال تعالى: ﴿ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست