ولذلك فإن نعيم الجنة متجدد، ولا نهاية لتجدده، ذلك أن قدرة الله
المطلقة، وإبداعه العظيم لا نهاية له، ولذلك يعيش أهل الجنة في كل لحظة سعادة
جديدة، وكيف لا يشعرون بذلك، وهم دائمو التواصل مع الله.
وقد ذكر بعض العلماء في تفسير هذه الآية أنه (عندما يؤتى بالثمار إلى أهل
الجنة ثانية يقولون: هذا الذي تناولناه من قبل، ولكنهم حين يأكلون هذه الثمار يجدون
فيها طعما جديدا ولذة أخرى، فالعنب أو التفاح الذي نتناوله في هذه الحياة الدنيا
مثلا له في كل مرة نأكله نفس طعم المرة السابقة، أما ثمار الجنة فلها في كل مرة
طعم وإن تشابهت أشكالها، وهذه من إمتيازات ذلك العالم الذي يبدو أنه خال من كل
تكرار)([38])
ومنها أن (المقصود من ذلك أنهم حين يرون ثمار الجنة يلقونها شبيهة بثمار
هذه الدنيا، فيأنسون بها ولا تكون غريبة عليهم، ولكنهم حين يتناولونها يجدون فيها
طعما جديدا لذيذا)
أما قوله تعالى: ﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾ [البقرة:
25]، فلا يعني التشابه في الطعم أو الشكل، وإنما يعني (متشابها في الجودة والجمال؛
فهذه الثمار بأجمعها فاخرة بحيث لا يمكن ترجيح إحداها على الأخرى، خلافا لثمار هذا
العالم المختلفة في درجة النضج والرائحة واللون والطعم)