responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 55

 

الحیاه الخالده

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [الحياة الخالدة]، وهو مستنبط من حقيقة من الحقائق الكونية الكبرى التي نصت عليها النصوص المقدسة، وهي أن الله تعالى لم يخلق الحياة ليفنيها، ويزيلها، وإنما خلقها ليرفعها ويطورها ويزكيها، في مراحل كثيرة لا نهاية لها.

ولذلك كان في فطرة كل إنسان حب الخلود، والهرب من الموت، وكراهيته، كما قال تعالى عن اليهود والمشركين: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [البقرة: 96]

والله تعالى لم يعاتبهم على حرصهم على الحياة، أو كراهيتهم للموت، وإنما على انشغالهم بها عما خلقوا له، ولذلك عقب على ذلك بقوله: ﴿وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 96]، أي أن طلبهم للعمر الطويل ليس للقيام بالأعمال الصالحة التي تزحزحهم عن العذاب، وإنما للانشغال بالحياة، أي حياة، رغبة فيها.

ومثل ذلك أخبر الله تعالى عن إبليس وأنه دعا آدم عليه السلام للأكل من الشجرة، حتى يتحقق له الخلود، لأنه علم حبه له فطريا، قال تعالى: ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ﴾ [طه: 120]، وقال: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾ [الأعراف: 20]

والواقع كله يدل على هذا([31])؛ ذلك أننا نجد الشيخ الكبير، والذي قد هرم جسده،

 


[31] ذكرنا الأدلة الكثيرة على ذلك في كتاب: أسرار ما بعد الموت بين الدين والعقل (ص: 19)، وما نذكره هنا من أدلة مقتبس منه، وببعض الاختصار والتلخيص.

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست