responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 246

الله a: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [مريم: 39]، ثم أشار a بيده، وقال: (أهل الدنيا في غفلة الدنيا)([219])

وفي رواية أخرى وصف رسول الله a فرح أهل الجنة، وحزن أهل النار، فقال: (ثم ينادى: يا أهل الجنة، هو الخلود أبد الآبدين، ويا أهل النار، هو الخلود أبد الآبدين، فيفرح أهل الجنة فرحة لو كان أحد ميتا من فرح ماتوا، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتا من شهقة ماتوا)([220])

وفي رواية: (إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم)([221])

وهذه الرواية تدل على أن القصد من هذا المشهد هو توفير المزيد من السرور للمحسنين، والمزيد من الحزن للمتألمين، وهو ما حصل بالفعل.

وذلك الفرح الذي يكرم الله تعالى به المؤمنين ليس خاصا بتلك الدار، وإنما يهب الله تعالى منه للمؤمنين في هذه الدار هبات منه كل حين، لتملأهم بالسعادة على الرغم من الظروف القاسية التي قد يمرون بها.

ذلك أن مشاعر الفرح والحزن قد تكون بأسباب ظاهرة معروفة، وقد تكون من دون أسباب؛ ذلك أن الله تعالى كما خلق النعم الحسية، خلق النعم المعنوية، وجعل لها استقلالا بذاتها.


[219] رواه البخاري (4453) ومسلم (2849)

[220] رواه ابن أبي حاتم في تفسيره، تفسير ابن كثير (5/ 234)

[221] رواه البخاري (6182) ومسلم (2850)

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست