اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 244
أن الفرح الذي لا يستند إلى فضل
الله، والتواضع مع الله، قد يتحول إلى بطر وزهو، يحزن صاحبه بعده ويتألم أعظم
الألم.
وقد ذكر الله تعالى بعض أنواع ذلك الفرح الكاذب، ومنه الفرح بالعلم،
والذي شغل أدعياءه عن الاستفادة من العلوم الإلهية التي جاء بها الأنبياء عليهم
السلام، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ
فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ
يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [غافر: 83]
وقد أخبر الله تعالى أن كل أنواع
الفرح الكاذب، ستتحول إلى آلام نفسية وغصص وكدر واكتئاب بما يتناسب مع ذلك العتو
والبطر والكبرياء التي كان يعيشونها أصحاب ذلك الفرح في الدنيا، كما قال تعالى عن
ذلك الذي ينال صحيفته بشماله: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ
بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ
مَا حِسَابِيَهْ (26) يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي
مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) ﴾ [الحاقة: 25 - 30]
وتكون مراتبهم في ذلك بحسب جرائمهم؛
أما أولئك الذين أذاقوا المستضعفين كل
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 244