والنجاة والسلامة لا ترتبط فقط بدار القرار، وإنما ترتبط بكل المراحل
التي يمر بها الإنسان بعد موته، ابتداء من لحظة الموت نفسها؛ فالمؤمن تأتيه
الملائكة المكلفة بقبض روحه بصور جميلة، وتمارس كل وسائل الترغيب التي تجعله يقبل
عليها، ويتخلى من الحرص على الحياة الدنيا، بخلاف غيره، ذلك الذي أخبر القرآن
الكريم أنه وفي تلك اللحظات الحرجة يتلقى كل ألوان الإهانة والعذاب النفسي والحسي،
كما قال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا
الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ
الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ
بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [الأنفال: 50، 51]