responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 213

السلامه والنجاه

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [السلامة والنجاة]، وأقصد بها ما ورد في قوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185]

فالآية الكريمة تشير إلى أن الموت الذي يحذر منه البشر، ويستعملون كل الوسائل التي تحاول أن تنقذهم منه، قادم لا محالة، وأن السلامة الحقيقية ليست منه، فهو آت حتى لو تحصن الهارب منه بالحصون المشيدة، وإنما فيما بعده، وهو الزحزحة عن النار، والعذاب المعد فيها، والذي لا تساوي معه كل مصائب الحياة الدنيا وهمومها شيئا.

ويشير إلى ذلك أيضا قوله تعالى في وصف الحريصين على الحياة مهما كان شكلها: ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 96]

والآية الكريمة تشير إلى أن قيمة الحياة وطولها مرتبطة بقدرة صاحبها على النجاة من العذاب، أما إذا لم يكن لها دور في ذلك؛ فإن الموت خير منها، ذلك أن كل لحظة يعيشها صاحبها، لن يزيد لنفسه سوى وقودا جديدا يحرق به نفسه.

ولذلك؛ فإن فرحة المؤمنين لا تكون فقط بدخولهم الجنة، وإنما بنجاتهم من النار.. ذلك أن الجنة مع القيمة العظيمة لنعيمها، إلا أنه عند مقارنتها بالنار يزداد تذوق نعيمها أضعافا مضاعفة.

ولهذا ورد في الحديث في ذكر أحداث البرزخ قوله a: (ثم يفتح له باب من الجنة،

 

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست