responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 199

عن يمينه وعن شماله ثمّ قال: (هذه سبل، على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثمّ قرأ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153])([156])

وهذا يدل على أن الحق واحد، لا متعدد، وأنه لا يمكن أن يصل أحد إلى الحق إلا بعد الوصول إلى أهله، وأن كل المنحرفين عن الحق لم ينحرفوا إلا بسبب بغيهم وظلمهم وحسدهم، كما حصل للشيطان عند رفضه السجود لآدم عليه السلام.

وكل ذلك بسبب الخلو من التقوى؛ لأنها وحدها من يحفظ الإنسان من المثالب التي تحول بينه وبين اتباع سبيل المتقين الذي يحفظه من السبل المنحرفة.

ولهذا عرّف الله تعالى السراط المستقيم، لا بالقيم التي يمثلها، وإنما بالصالحين الذين يمثلونه؛ فمن وصل إليهم وصل إليه، ومن انحرف عنهم انحرف عنه، قال تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، وقال: ﴿وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾ [لقمان: 15]

وانطلاقا من هذه المعاني، كان الفرقان الأعظم هو القدرة على التفريق بين أولياء الله الممثلين للسراط المستقيم، وغيرهم من الدجالين والشياطين الذين ينحرفون بالحق، ويغيرونه إلى ما تقتضيه أهواؤهم.

وقد أطلقنا عليه لقب [الأعظم]، لارتباطه بمصير الإنسان الأبدي.. فلا يمكن لأحد أن يعرف الحقائق، ولا أن يسير وفق ما تقتضيه، ولا أن تتنزل عليه المواهب المرتبطة بها، ما لم يكن لديه ذلك البرهان الرباني الذي يجعله يفرق بين أهل الحق وأهل الباطل.


[156] أحمد(435، 465)، وابن حبان(1741)، والحاكم(2/ 318) وأقره الذهبي.

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست