responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 191

بأولئك الذين كُلفوا بشرحها وتفسيرها وتفعيلها في الحياة، كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ [فاطر: 32]، والذين حددهم رسول الله a بدقة، بل عينهم بأعيانهم وأسمائهم وصفاتهم وكل ما يتعلق بهم.

فإن صحبتهم ـ أيها المريد الصادق ـ نجحت في فهم كل الدروس، وتعلمت من كل العلوم.. وصار الغيب عندك شهادة، وتجلى لك من حقائق الملكوت ما تفهم به حقائق الملك.

فإن زدت على ذلك ما يزيده التلاميذ الحريصون على دروسهم من الاجتهاد في التحصيل، وحضور الدروس الخصوصية، وتدريب العقل وتمرينه على الفهم، والإدمان على التدبر والتأمل؛ فستنال حظك من النوع الثاني من التعليم والتفهيم والمخصص للنجباء من التلاميذ.

ذلك الذي أشار إليه بعض الحكماء، فقال:(فمن آمن بالأنبياء وصدق بالرؤيا الصحيحة لزمه لا محالة أن يقر بأن القلب له بابان: باب إلى خارج وهو الحواس، وباب إلى الملكوت من داخل القلب وهو باب الإلهام والنفث في الروع والوحي، فإذا أقربهما جميعا لم يمكنه أن يحصر العلوم في التعلم ومباشرة الأسباب المألوفة، بل يجوز أن تكون المجاهدة سبيل إليه فهذا ما ينبه على حقيقة ما ذكرناه من عجيب تردد القلب بين عالم الشهادة وعالم الملكوت) ([149])

بل إن الحديث يشير إلى ذلك، فقد روي أن رسول الله a مر ببعض أصحابه من الصالحين، فقال: (كيف أصبحت يا حارث؟) قال: أصبحت مؤمنا حقا. فقال: (انظر ما تقول؟ فإن لكل شيء حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟) فقال: قد عزفت نفسي عن الدنيا،


[149] إحياء علوم الدين، (3/ 25)

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست