responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173

وسئل بعضهم عن أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه، فقال: (أقرب ما يتقرب به إلى اللّه أن يطلع على قلبك وهو لا يريد من الدنيا والآخرة سواه)، ثم ردد يقول:

من عرف اللّه فلم تغنه ***   *** معرفة اللّه فذاك الشقي
ما يصنع العبد بعز الغنى ***   *** والعزّ كل العزّ للمتّقي

ولهذه الأشواق الشريفة السامية دورها الكبير في تزكية نفسه، وملئها بالأخلاق الحسنة، والأدب الرفيع، على خلاف تلك الأشواق المملوءة بالدنس، كما عبر عن ذلك بعض الحكماء فقال: (الشوق نار الله أشعلها في قلوب أوليائه حتى يحرق به ما في قلوبهم من الخواطر والإرادات والعوارض والحاجات، وهو ناشئ عن المحبة، فإذا بلغه العبد استبطأ الموت شوقاً إلى ربه، وأخذ في التواجد والتطاير إلى حضرة قربه)([127])

فاحرص ـ أيها المريد الصادق ـ على أن تترفع بأشواقك إلى ذلك العالم الأسنى الممتلئ بالجمال، فهو وحده الذي يسعدك، وما عداه لن يزيد إلا في شقائك؛ فكل حبل تمده لغير الله سيقطع، وكل شوق لغير الله سيتحول إلى نكد وغصة وألم في الدنيا أو في الآخرة.

 


[127] رشيد الراشد، الدر المنظم في وجوب محبة السيد الأعظم، ص 74، 75.

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست