responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 168

 

الاشواق الشریفه

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [الأشواق الشريفة]، وأقصد بها ما وفره الله تعالى لعباده الصالحين من المعاني النبيلة لحقائق الوجود والحياة، والتي تجعلهم متلهفين شوقا إليها.. وهو ما ينفي عن حياتهم ذلك السأم والملل الذي يسببه عدم وجود أمثال تلك الأشواق.

ذلك أن البشر جميعا يشعرون بأنه لا معنى للحياة إن لم يكن فيها حبيب يشتاقون إليه، ويرتاحون بالجلوس معه، ويمنون أنفسهم بأن يبادلهم نفس المحبة والمشاعر.

وقد قال بعض شعرائهم يعبر عن ضرورة ذلك:

هل العيش إلا أن تروح وتغتدي ***   *** وأنت بكأس العشق في الناس نشوان

وقال آخر:

وما طابت الدنيا بغير محبة ***   *** وأي نعيم لامرئ غير عاشق

وقال آخر:

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ***   *** فأنت وعير في الفلاة سواء

وقال آخر:

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ***   *** فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا

وقال آخر:

ما دنت بالحب إلا ***   *** والحب دين الكرام

وعلى هذا اتفق جميع الحكماء في علم النفس والمجتمع وغيرها، فهم يذكرون من فضائل المحبة والشوق على الإنسان أنه (فضيلة تنتج الحيلة، وتشجع الجبان، وتسخي كف البخيل، وتصفي ذهن الغبي، وتطلق بالشعر لسان العجم، وتبعث حزم العاجز وهو عزيز يدل له عز

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست