فأولئك المؤمنون لم يبالوا بكل التحذيرات التي وجهت لهم، لعلمهم بقوانين
النصر والهزيمة، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ
النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا
اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ
لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ الله وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ
عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 173، 174]
فاجتهد ـ أيها المريد الصادق ـ في
أن تكون في صف أولياء الله الذين ينصرونه، وينصرون الحق والمستضعفين، بنصرته له،
فالهزيمة الحقيقية ليس هنا، ولا في هذا العالم، وإنما في ذلك العالم الذي تتجلى
فيها الحقائق، ويزول فيه الزور والكذب والبهتان.
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 157