responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 151

 

الولایه و النصر

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [الولاية والنصرة]، وهي التي وردت الإشارة إليها في قول الله تعالى معبرا عن القانون الذي يحكم عالم النصر والهزيمة: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40]

ذلك أن عالم النصر والهزيمة مثل كل العوالم بيد الله تعالى وحده؛ فهو الذي يدبر شؤونه؛ وهو الذي يرسل النصر أو الهزيمة لمن شاء، ومتى شاء، وكيف شاء، لا معقب لحكمه، ولا مبدل لكلماته، ولا راد لأمره.

ولهذا تضمنت كلمات الله المقدسة الكثير من الحقائق المرتبطة بهذا العالم وقوانينه وسننه، وأولها اعتبار النصر من الله وحده، وأن القوة والكثرة مهما بلغت لن تحول بين نصر الله تعالى أو هزيمته.

ولهذا اعتبر ربط النصر والهزيمة بغير الله شركا، كما قال تعالى: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ الله آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ﴾ [يس: 74، 75]، وقال: ﴿ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ ﴾ [الملك: 20]، وقال: ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران: 160]

وأول ثمرات هذه الحقيقة عدم الاغترار بالنصر حال تحققه، بل اعتباره فضلا إلهيا مرتبطا بشروطه الخاصة، وأول شروطه التواضع والأدب، ولهذا قال الله تعالى لرسول الله حين بشره بالنصر القريب: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست