responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 148

وإن شئت أن تعرف قيمة هذه الموهبة؛ فاستشعر الفرق بين المشاعر التي تجدها في نفسك عند حبك لشخص من الناس، من دون أن تعلم مبادلته لك بالحب، وبين أن تعرف أنه يبادلك المحبة؛ فلا شك عند العقلاء أن الحب من طرف واحد عذاب وبلاء شديد، كما قال الشاعر معبرا عن ذلك:

فمن البلية أن تح... ب ولا يحبك من تحبه

ويصد عنك بوجهه... وتلح أنت فلا تغبه

ولذلك كان في المحبوبية من المشاعر ما لا يمكن تصوره.. وكيف تُتصور، والمحب هو الله العظيم البديع الذي لا يمكن وصف جماله وكماله وعظمته؟

وفوق ذلك كله؛ فإن المحبوبية هي الطريق الأيسر والأخصر للقرب.. فإذا أحب الله عبدا قربه إليه، وجعله من أوليائه.. ومن وصل إلى تلك المرتبة السنية، صار محل عناية إلهية خاصة.. فمن آذاه صار متعرضا لحرب الله تعالى.. ومن نصره كان من المنتصرين لله تعالى.

ولذلك لم يكن الشأن في أن تحب الله.. فلا يملك من يعرف عظمة الله وكماله وجماله ألا يحبه.. ولكن الشأن في أن يصير المحب محبوبا.. فذلك هو الكمال، وتلك هي السعادة العظمى.

ولهذا حذر الله تعالى المؤمنين في كل العصور أنه في حال تخلفهم عن هدي نبيهم a ووصاياه، سيستبدلهم بمن يبادلهم المحبة، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة: 54]

ثم وصفهم بقوله: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54]

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست