responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 121

جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ &﴾ [الأنعام: 43]، وقال: ﴿ تَالله لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النحل: 63]، وقال: ﴿ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ﴾ [الأنفال: 48]، وغيرها من الآيات الكريمة التي تبين دور الشيطان في تحريف فطرة الإنسان، التي هي النظام الذي يتحرك على أساسه.

ولذلك كان انحراف ذلك النظام، وتحوله عن حقيقته التي صنع عليها، انحرافا بالإنسان نفسه، بل خسارة للإنسان نفسه.. مثل الأجهزة التي تفسد أنظمتها بسبب اقتحام الفيروسات لها؛ فتتحول عن عملها الذي صممت لأجله إلى أعمال أخرى تخريبية لا تتناسب معها.

ولهذا يخبر الله تعالى المنحرفين عن فطرهم أنهم لم يخسروا سوى أنفسهم، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الزمر: 15]، وقال: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ﴾ [هود: 21، 22]

والآيات الكريمة تربط بين خسارة النفس وخسارة المصير، وتعتبر ذلك من باب اللزوم العقلي، لأن الآلة التي تنحرف عن وظيفتها؛ أو تتحول إلى وظيفة مضادة لوظيفتها، لا يمكن لأحد أن يحتفظ بها، بل إن مصيرها الرمي في سلة المهملات، أو إعادة تصنيعها بعد تفكيكها، وحرق الأجزاء الفاسدة منها.

وبناء على هذا كانت الدلالة على كيفية العودة إلى الفطرة النقية، أو الصنعة الأصلية للإنسان، نعمة من النعم الكبرى، لأنها تتيح له أن يستعيد نفسه التي خسرها؛ فيربح بذلك دنياه وأخراه.

 

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست