responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 115

لا يمكن أن تبقى راية إلا راية الله، ولا نسبة إلا النسبة المستندة لله، قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [البقرة: 113]

فالآية الكريمة تشير إلا أن كلا من اليهود والنصارى ـ وقد يكون مثلهم الكثير من المسلمين ـ توهموا أن تلك الأهواء التي أقحموها في دين الله هي من دين الله، مع أنها ليست كذلك، بل هي دين بشري معجون بالأهواء، وليس بالحقائق.

وهكذا صار الدين ـ مثل النسب تماما ـ سببا للخيلاء والفخر والزهو، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: 111]، ثم رد عليهم بقوله: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 112]

وكل هذه الآيات الكريمة تشير إلى أن صبغة الله الحقيقية، لا ينبغي أن تخلط بأي صبغة أخرى.. فالمؤمن هو الذي ارتضى صبغة ربه، لا يرتضى بعدها أي صبغة أخرى تنافسها.. ولذلك يسلم وجهه لله تسليما مطلقا، لا كما فعلت اليهود والنصارى وما انحرف من الأديان حين خلطوا أديانهم بشعوبهم وقبائلهم والكثير من أهوائهم، قال تعالى: ﴿ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ الله وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 140]

وصبغة الله الحسنة، والتي اكتست بها روح المؤمن في الدنيا هي نفسها التي تظهر في الآخرة في تلك الصور الجميلة التي يبدو بها المؤمنون، مقابل تلك الصور الكالحة التي يظهر

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست