اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 84
وقال:
(ما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من موت فقيه)([170])
وقال:
(إذا مات المؤمن الفقيه، ثلم في الإسلام ثلمةٌ لا يسدها شيء)([171])
ومثل
ذلك تلك العلوم المرتبطة بالحياة، كالسياسة والاقتصاد والإعلام وغيرها.. ذلك أن
الجهل بها قد يجعل المؤمن ضحية لشياطين الإنس والجن، يتلاعبون به، وبمواقفه، مثلما
حصل لأولئك الذين راحوا يسفكون الدماء المحرمة، ويخربون أوطانهم في سبيل خدمة
مشاريع الشياطين، ولو أنهم كانوا يعرفون خدع السياسة والإعلام، لما وقعوا في تلك
المصايد.
أما
العلوم التي لا منفعة فيها، لا في الدنيا، ولا في الآخرة؛ فهي مجرد لغو، لا يفعله
العقلاء، ذلك أن وقتهم أعظم من أن يضيعوه في اللغو.
وقد
روي أن رسول الله
a دخل المسجد فإذا جماعة قد
أطافوا برجل، فقال: ما هذا؟.. فقيل: علاّمة، قال: ما العلاّمة؟.. قالوا: (أعلم
الناس بأنساب العرب ووقائعها، وأيام الجاهلية)، فقال النبي a: (ذلك علمٌ لا يضرّ مَن جهله،
ولا ينفع مَن علمه)([172])
وقال
الإمام الكاظم: (إنما العلم ثلاثة: آيةٌ محكمةٌ، أو فريضةٌ عادلةٌ، أو سنةٌ
قائمةٌ، وما خلاهن هو فضل)([173])..
وهو يقصد بالآية المحكمة كل العلوم النافعة، ذلك أنها جميعا تغترف من بحر القرآن
الكريم، وتدل على الله تعالى وصفاته.
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسع لطلب العلم النافع، وابدأ بالأولى فالأولى،
فالعمر لا يتسع لجميع العلوم، ولذلك لا تضيعه فيما لا يفيدك، أو يفيد إخوانك؛ فكل
علم