اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 78
علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه أو
مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة
أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته)([147])
وقد ورد وصف مفصل لفضل العلم وفضل
أهله، ففي الحديث عن رسول الله a أنه قال: (تعلموا العلم، فإن
تعلمه لله خشية وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا
يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة لانه معالم الحلال والحرام ومنار سبل أهل الجنة، وهو
الأنيس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء،
والسلاح على الأعداء والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير
قادة قائمة تقتص آثارهم ويقتدى بفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في
خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم، ويستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع
البر وأنعامه لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم، يبلغ
العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، التفكر فيه يعدل
الصيام، ومدارسته تعدل القيام، به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام، وهو
إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء، ويحرمه الأشقياء)([148])
وهكذا
وردت الكثير من الروايات عن أئمة الهدى تحض على العلم، وتبين منزلته الرفيعة من
الدين، وأنه لا يمكن للنفس أن تنال مكارمها، أو ترتقي في درجات الكمال المتاحة لها
ما لم تتخذه مطية لذلك.
ومن ذلك قول الإمام علي:
(كفى بالعلم شرفا أن يدّعيه مَن لا يحسنه، ويفرح إذا