responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن العلم، وحاجة النفس المطمئنة إليه، وهل يمكن اعتباره من منازلها؟

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن العلم النافع بشروطه التي فصلتها النصوص المقدسة ليس منزلة من منازل النفس المطمئنة فقط، بل هو شرط من شروط كونها كذلك.. فلا يمكن أن ترتقي النفس إلى تلك المرتبة السنية، وهي بجهلها وغفلتها.

ولا يمكن للنفس اللوامة أن تجاهد صاحبها في قلع مثالب نفسه الأمارة، واستئصالها، ما لم تستعمل سلاح العلم في سبيل ذلك.

بل لا يمكن أن يعرف السالك ربه، ولا الطريق الذي يريد سلوكه، ولا الغاية التي يرنو إليها ما لم يكن دليله في كل ذلك العلم النافع.

ولذلك ورد في النصوص المقدسة بيان فضله العظيم، بل اعتباره من أشرف أنواع العبادة، بل ورد تفضيله على الشعائر التعبدية نفسها.. فالتعرف على الله الذي هو جوهر الدين وأصله وغايته وموضوعه لا يمكن أن يتم من دون العلم، كما قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾(محمد:19)

والقرآن يعتبر وظيفة الرسل هي وظيفة المعلمين، كما قال تعالى:﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾ (آل عمران:164)

وأخبر أن كل الأنبياء جاءوا أقوامهم بالبينات، وهي العلوم الواضحات التي قويت أدلتها، قال تعالى:﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست