اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 71
والآخرة، وبالروح والجسد،
فقال: (ينبغي للعاقل إذا كان عاقلا، أن يكون له أربع ساعات من النهار: ساعة يناجي
فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يأتي أهل العلم الذين ينصرونه في أمر دينه
وينصحونه، وساعة يُخلي بين نفسه ولذتها من أمر الدنيا فيما يحلّ ويحمد)([121])
وهكذا ورد عن أئمة الهدى
الكثير من أوصاف العقلاء، ومنها قول الإمام علي: (العاقل لا يُحدّث مَن يخاف
تكذيبه، ولا يسأل مَن يخاف منعه، ولا يقدم على ما يخاف العذر منه، ولا يرجو مَن لا
يوثق برجائه)([122])
وقال: (لا يُرى الجاهل إلا
مفرطاً أو مفرِّطاً)([123])
وقال: (مَن أُعجب برأيه
ضلّ، ومَن استغنى بعقله زلّ، ومَن تكبّر على الناس ذلّ)([124])
وقال: (عجباً للعاقل كيف
ينظر إلى شهوةٍ، يعقبه النظر إليها حسرة)([125])
وقال: (همة العقل ترك
الذنوب، وإصلاح العيوب)([126])
وقال: (ليس للعاقل أن يكون
شاخصا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش، أو حظوة (أي مكانة) في معاد، أو لذ في غير محرّم)([127])
وغيرها من الأقوال
الكثيرة؛ فاحرص ـ أيها المريد الصادق ـ على التعرف عليها، والاستفادة منها في بناء
عقلك السليم المؤيد بنور البصيرة، حتى لا يختطفك أصحاب