responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 49

الاشراق والاستنار

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عما ورد في النصوص المقدسة من استنارة القلوب وإشراقها، وعلاقة ذلك بالتزكية والترقية.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن القلب الذي وصفته النصوص المقدسة ليس مرتبطا بالحقيقة الإنسانية وحدها، وإنما هو مرتبط بعالم الغيب أيضا، يستمد منه المواد التي تفيده أو تضره، ولذلك إن مد يده إلى عالم الظلمات صار مظلما، وإن مد يده إلى عالم الأنوار أشرقت عليه، واستنار بها.

ومثل ذلك مثل الشخص الذي يخير بين أن يسير في الدرب الذي يهديه إلى الخراب المظلم.. أو يسير في الدرب الذي يهديه إلى العمران المشرق.

وبما أن هذه الهداية تستدعي توفر أطراف خارجية، يعرف السالك من خلالها الطريق الذي يريد أن يسلكه؛ فهكذا الأمر بالنسبة للقلوب.. فقد جعل الله لها أنواعا كثيرة من الهداية.. تبدأ بكتبه المنزلة، وتنتهي بأولئك الذين جعلهم الله تعالى قرناء له، يدلونه على الطريق التي يريد اختيارها.

وقد أخبر رسول الله a عن ذلك، فقال: (إن للشيطان لمة([64]) بابن آدم وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق. فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله وليحمد الله، ومن وجد الآخر فليتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم)، ثم قرأ: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 268]، فإذا أحس أحدكم من لمة الملك شيئا فليحمد


[64] اللمة: الهمة والخطرة تقع في القلب. كما في غريب الحديث.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست