اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 423
ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفت عن
سرية تغزو في سبيل الله، ولوددت أني أقتل في سبيل الله، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم
أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل)([1012])
وذكر أنس بن مالك بعض مظاهر شجاعته؛ فقال:
(كان النبي a أحسن
الناس وأشجع الناس وأجود الناس، ولقد فزع أهل المدينة، فكان النبي a سبقهم على فرس، وقال: وجدناه
بحرا)([1013])
وذكرها البراء بن عازب حين سأله رجل، فقال
له: أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة؟ فقال: (أشهد على نبي الله a ما ولى
ولكنه انطلق أخفاء من الناس، وحسر إلى هذا الحي من هوازن، وهم قوم رماة. فرموهم
برشق من نبل. كأنها رجل من جراد. فانكشفوا. فأقبل القوم إلى رسول الله a، وأبو سفيان بن الحارث يقود
به بغلته. فنزل ودعا واستنصر، وهو يقول: (أنا النبي لا كذب. أنا ابن عبد المطلب.
اللهم نزل نصرك)([1014])
ثم عقب البراء على ذلك بقوله: (كنا
والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي a)([1015])
وكان الإمام علي في عهد رسول الله a وبعده
نموذجا حيا ومثاليا لها، حتى أن المؤرخين يؤكدون بالأدلة الدامغة، أنه كان السبب
الأكبر في كل الانتصارات التي حصلت للمسلمين، ولذلك بارزه المشركون والطلقاء
العداوة.
ومن الأمثلة على تلك الشجاعة ما ذكره الإمام علي في محاجته للمنكرين لحقه، حيث
قال لهم في معرض ذلك: (نشدتكم بالله هل فيكم أحد مسح رسول الله a عينيه، وأعطاه