ويذكرون أن الإخلاص ثلاث درجات:
(الدرجة الأولى إخراج رؤية العمل من العمل والخلاص من طلب العوض على العمل والنزول
عن الرضى بالعمل.. والدرجة الثانية الخجل من العمل مع بذل المجهود وتوفير الجهد
بالاحتماء من الشهود ورؤية العمل في نور التوفيق من عين الجود.. والدرجة الثالثة
إخلاص العمل بالخلاص من العمل تدعه يسير مسير العلم وتسير أنت مشاهدا للحكم حرا من
رق الرسم) ([48])
ويذكرون أن الشكر ثلاث
درجات: (الدرجة الأولى الشكر في المحاب، وهذا شكر شاركت المسلمين فيه اليهود
والنصارى والمجوس ومن سعة بر البارئ أنه عده شكرا ووعد عليه الزيادة وأوجب له المثوبة..
والدرجة الثانية الشكر في المكاره، وهذا ممن يستوى عنده الحالات إظهار الرضى وممن
يميز بين الأحوال كظم الشكوى ورعاية الأدب وسلوك مسلك العلم وهذا الشاكر أول من
يدعى إلى الجنة.. والدرجة الثالثة أن لا يشهد العبد إلا المنعم فإذا شهد المنعم
عبودة استعظم منه النعمة وإذا شهده حبا استحلى منه الشدة وإذا شهده تفريدا لم يشهد
منه شدة ولا نعمة) ([49])
ويذكرون أن الأنس ثلاث
درجات: (الدرجة الأولى الأنس بالشواهد وهو استحلاء الذكر والتغذي بالسماع والوقوف
على الإشارات.. والدرجة الثانية الأنس بنور الكشف وهو أنس شاخص عن الأنس الأول
تشوبه صولة الهيمان ويضربه موج الفناء.. والدرجة الثالثة أنس اضمحلال في شهود
الحضرة لا يعبر عن عينه ولا يشار إلى حده ولا