اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 363
ويشتد
خوفكم منه، فاجمعوا بينهما، فإنما يكون حسن ظن العبد بربه على قدر خوفه منه، وإنّ
أحسن الناس بالله ظنّاً لأشدّهم منه خوفاً)([849])
وهكذا
روي عن الإمام السجاد الكثير من الروايات التي تدل على الجمع بين الخشية والرجاء،
وفي أدعيته نرى كثيرا جمعه بينهما، وقد قال في ذلك: (ما العلم بالله والعمل إلا
إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، وحثه الخوف على العمل بطاعة الله، وإنّ أرباب
العلم وأتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه)([850])
وقال
الإمام الباقر في اعتدال الخوف والرجاء، ودورهما في التزكية والترقية: (أنه ليس من
عبد مؤمن إلا في قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو
وزن هذا لم يزد على هذا)([851])
وروي
عن الإمام الصادق أنه سئل: (إنّ قوما من مواليك يلمون بالمعاصي ويقولون: نرجو،
فقال: (كذبوا ليسوا لنا بموال، أولئك قوم ترجّحت بهم الأماني، من رجا شيئا عمل له،
ومن خاف من شيء هرب منه)([852])
وقال
مخاطبا بعض أصحابه: (خف الله كأنك تراه وإن كنت لا تراه فإنه يراك، وإن كنت ترى أنه
لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم برزت له بالمعصية، فقد جعلته من أهون
الناظرين عليك)([853])
وقال:
(الخوف رقيب القلب، والرجاء شفيع النفس. ومن كان بالله عارفاً كان [ من