responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 360

نهينا عنها، لأنها تدل على معرفة مشوهة لله.

أما تلك المعرفة التي تجمع بين رؤية رحمة الأستاذ ورقته وحسن أخلاقه مع ضرورة الالتزام بتوجيهاته، والعمل بطلباته، والخشية عند التفريط أو التقصير فيها؛ فهذا هو الكمال، وهو حسن الظن الحقيقي بالله.. ذلك أن المعرفة بالله كما تستدعي معرفة رحمته ولطفه، تستدعي معرفة عدالته وقهره للظالمين من عباده، كما أخبر عن نفسه بذلك.

هذا جوابي عن كيفية الجمع بين الرجاء والخوف، وبين حسن الظن بالله والخشية منه.. أما عن دور حسن الظن بالله والأمل فيه في التزكية والترقية، فيدل على ذلك كل شيء ابتداء من الواقع.. فالذي ينظر إلى أستاذه باعتباره ظالما قاسيا متجبرا، ليس له من هم سوى إلحاق الضرر به، لن يسعى في تكميل نفسه بالعلم والأدب، وكيف يسعى لذلك، وهو لا يثق في أستاذه، بخلاف الذي ينظر إليه باعتباره رحيما لطيفا، فإن ذلك وحده يكون كافيا لتشجيعه لكل الأعمال الصالحة، حتى لو لم يكافئه عليها مكافأة مادية؛ فيكفيه أن يحسن صورته عنده.

وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87]، حيث اعتبر اليأس دليلا على الكفر والجحود.. ذلك أن اليائس كافر بكل صفات الرحمة واللطف الإلهي.

ولهذا ترد في القرآن الكريم الآيات الكثيرة التي تبين سعة الرحمة الإلهية، وتحدد أهلها وشروطها، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]

وقد جاء بعدها من الآيات ما يوضح شروط تلك المغفرة التي وعد الله تعالى بها، حيث قال: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 360
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست