responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 314

السخا و الکرم

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن السخاء والكرم وما يرتبط بها من صفات البذل والعطاء، وحقيقتها، ومنابعها، ودرجاتها، وعلاقتها بالنفس المطمئنة.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن السخاء والكرم في حدودهما الدنيا من الصفات الضرورية للنفس المطمئنة، ذلك أن الشح والبخل من مثالب النفس الأمارة، والتي لا يمكن أن تهدأ النفس، ولا أن تطمئن، وهي تتصف بها.

وأنت ترى ذلك في الواقع؛ فالشحيح البخيل يعيش دائما في حال ضنك وضيق نفسي، حرصا على ماله أو متاعه أو أملاكه، حتى أنه يتوهم أن كل من يتودد إليه، أو يقترب منه لا يفعل ذلك إلا لأجل نهبه وسلبه.

بل إن الشح قد يمتد في نفسه؛ فلا يبقى مرتبطا بالمال والمتاع، بل يتحول إلى غيرهما؛ فيتحول إلى مدد لكل المثالب والموبقات.. فالحسد ليس سوى نوع من الشح، ذلك أن الحسود يتوهم بأن النعم التي تنزلت على غيره كأنها خرجت من ملكيته إلى ملكية غيره.. وهكذا لكل المثالب؛ فهي مثل الأمراض الحسية يمد بعضها بعضا، ويزيد بعضها في قوة الآخر.

وقد أشار الله تعالى إلى هذه النفس الممتلئة بالشح في قوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾ (الماعون:1 ـ 7)

فقوله تعالى: ﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾، هي المفتاح الذي تفسر به كل تلك الصفات، فالبخيل يكذب بالدين، لأنه يتوهم أن الداعي إلى الدين لص يريد أن يسرق ماله أو راحته

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست