responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 299

له؛ فقد تحدث الحكماء عن مراتبها المختلفة، مع إقرارهم بأنه لا نهاية لمنازلها، ولا لمجالاتها، لأنها لا تشمل العلاقة مع الخلق فقط، وإنما تشمل العلاقة مع الله، ومع كل الوجود.

ومن أقوالهم في درجات الفتوة: (الفتوة على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: ترك الخصومة والتغافل عن الزلة ونسيان الأذية.. والدرجة الثانية: أن تقرب من يقصيك، وتكرم من يؤذيك، وتعتذر إلى من يجنى عليك سماحاً لا كظماً وبراحاً لا مصابرة.. والدرجة الثالثة: أن لا تتعلق في المسير بدليل، ولا تشوب إجابتك بعوض، ولا تقف في شهودك على رسم)([670])

والحكماء يذكرون الكثير من الحكايات في تنافس الفتيان في المكارم ودرجاتها، وهي كلها تدخل ضمن قوله تعالى: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26]؛ فتنافس معهم فيها ـ أيها المريد الصادق ـ حتى لا يسبقك أحد إلى ربك، وإلى المنازل العظيمة التي أعدها للسابقين.

وعلى رأس تلك الحكايات ما يروى عن الإمام الصادق، أنه كان بالمدينة قائما يصلي في المسجد النبوي، وكان رجل أمامه نائما، ثم انتبه، فظن أن الإمام ذهب بحزامه الذي وضع فيه أمواله، فتعلق به فقال له الإمام: ما شأنك؟ فقال: همياني سرق وليس عندي سواك.. فقال له الإمام: كم كان في هميانك؟.. فقال: ألف دينار.. فقال له الإمام: تعال معي إلى البيت حتى أعطيك ألف دينار؛ فانطلق معه، فأعطاه ألف دينار خيراً من ذهبه، فلما جاء الرجل إلى رفقته أخبرهم بقصته، فقالوا: هميانك عندنا، فسأل الرجل عن الإمام، فأخبروه بأنه ابن بنت رسول الله a، فجاء الرجل إليه، ووقع يقبل قدميه ويعتذر إليه، ورد


[670] عبد الله الهروي، منازل السائرين، ص 61، 62.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست