responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 287

أصلب من الصّلد، وهو أذلّ من العبد) ([620])

وقال في وصف بعض إخوانه الصادقين: (كان لي فيما مضى أخ في اللّه، وكان يعظمه في عيني: صغر الدّنيا في عينه، وكان خارجا من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان أكثر دهره صامتا، فإن قال بذّ القائلين، ونقع غليل السّائلين، وكان ضعيفا مستضعفا، فإن جاء الجدّ فهو ليث غاب، وصلّ واد، لا يدلي بحجّة حتّى يأتي قاضيا، وكان لا يلوم أحدا على ما يجد العذر في مثله حتّى يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعا إلّا عند برئه، وكان يقول ما يفعل، ولا يقول ما لا يفعل، وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السّكوت، وكان على ما يسمع أحرص منه على أن يتكلّم، وكان إذا بدهه أمران ينظر أيّهما أقرب إلى الهوى فيخالفه) ([621])

ومثله سائر أئمة الهدى الذين اعتبروا المعرفة بالله المنبع الذي تستقي منه كل الفضائل، ومن الأمثلة على ذلك قول الإمام الصادق مشيرا إلى منبع الحلم، وعلاقته بالمعرفة بالله: (الحلم سراج الله يستضئ به صاحبه إلى جواره، ولايكون حليما إلا المؤيد بأنوار الله، وبأنوار المعرفة والتوحيد، والحلم يدور على خمسة أوجه: أن يكون عزيزا فيذل، أويكون صادقا فيتهم، أو يدعو إلى الحق فيستخف به، أو أن يوذى بلاجرم، أو أن يطالب بالحق ويخالفوه فيه، فان آتيت كلامنها حقه فقد أصبت، وقابل السفيه بالاعراض عنه وترك الجواب، يكن الناس أنصارك، لان من جاوب السفيه وكأفاه قدوضع الحطب على النار) ([622])

ثم ساق حديثا لرسول الله a يقول فيه: (مثل المؤمن مثل الارض، منافعهم منها


[620] نهج البلاغة: الحكمة (333)

[621] نهج البلاغة: الحكمة (289)

[622] مصباح الشريعة: 37.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست