وقال آخر: (صدق الأفعال:
هو الوفاء لله تعالى بالعمل من غير مداهنة)([380])
وعرفوا الصدق الباطن بأنه (صفاء الضمير، ومحو ما فيه من شهود
الصور الكونية، حتى تنطبع صور الجمالات الحقية في لوح ضميره المحفوظ، وتتجلى
مرآته، وتتجلى له فيها حقائق جواهر البحر المسجور، مسطرة بمعاني الرق المنشور،
وعند انتفاء كل غير باطناً واثبات الحق ظاهراً في الخلق)([381])
وعرفوا صدق التوحيد بأنه (قطع العلاقات، ومفارقة العادات،
وهجران المعهودات، والاكتفاء بالله في دوام الحالات)([382])
وحتى صدق الأقوال؛ فإن درجاته مختلفة؛ فما يبدو صدقا عند أصحاب
الدرجات الدنيا قد يكون كذبا عند غيرهم من الدرجات، قال بعض الحكماء: (الصدق في
الأقوال: هو سلامتها من المعاريض فيما بينك وبين نفسك، وفيما بينك وبين الناس
التباعد عن