اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 149
(خرجت حتى انتهيت إلى هذا
الحائط فاتكأت عليه، فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي، ثم قال: (يا
علي بن الحسين.. ما لي أراك كئيبا حزينا؟..أعلى الدنيا؟!..فرزق الله حاضر للبرّ
والفاجر)، قلت: (ما على هذا أحزن، وإنه لكما تقول)، قال: (فعلى الآخرة؟!.. فوعدٌ
صادق يحكم فيه ملك قاهر)، قلت: (ما على هذا أحزن، وإنه لكما تقول)، فقال: (مما
حزنك؟)..قلت: (مما يُتخوف من الفتنة، وما فيه الناس)، فضحك، ثم قال: (يا علي بن
الحسين!..هل رأيت أحدا دعا الله فلم يجبه؟).. قلت: (لا)، قال: (فهل رأيت أحدا توكل
على الله فلم يكفه؟).. قلت: (لا)، قال: (فهل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطيه؟)..
قلت: (لا)، ثم غاب عني)([302])
ويروي الإمام الصادق عن
داود عليه السلام أن الله تعالى أوحى إليه: (ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من
خلقي عرفت ذلك من نيّته ثمّ تكيده السماوات والأرض ومن فيهنّ، إلاّ جعلت له المخرج
من بينهنّ، وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيّته، إلاّ قطعت
أسباب السماوات من يديه وأسخت الأرض من تحته، ولم أبال بأيّ واد هلك)([303])
ويروى عن لقمان عليه
السلام أنه قال لابنه: (يا بنيّ.. ثق بالله عزّ وجلّ، ثم سل في الناس: هل من أحد
وثق بالله فلم ينجه؟.. يا بنيّ..توكل على الله، ثم سل في الناس: من ذا الذي توكل
على الله فلم يكفه؟.. يا بني.. أحسن الظن بالله ثم سل في الناس: من ذا الذي أحسن
الظن بالله فلم يكن عند حُسْن ظنّه به)([304])