responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 130

الوفاة خيرا لي، أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مضرة، ومن فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين) ([243])

وعن الإمام الصادق أنه قال: (المشتاق لا يشتهي طعاماً ولا شراباً، ولا يستطيب رقاداً ولا يأنس حميماً، ولا يأوي داراً، ولا يسكن عمراناً، ولا يلبس ثياباً، ولا يقر قراراً، ويعبد الله ليلاً ونهاراً، راجياً بأن يصل إلى ما يشتاق إليه، ويناجيه بلسان الشوق معبراً عما في سريرته، كما أخبر الله تعالى عن موسى في ميعاد ربه: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ [طه: 84]، وفسر النبي a عن حاله: أنه ما أكل، ولا شرب، ولا نام، ولا اشتهى شيئاً من ذلك في ذهابه ومجيئه أربعين يوماً شوقاً إلى ربه.. فإذا دخلت ميدان الشوق، فكبر على نفسك ومرادك من الدنيا، وودع جميع المألوفات، واصرفه عن سوى مشوقك ولتبين حياتك وموتك … ومثل المشتاق مثل الغريق: ليس له همة إلا إخلاصه) ([244])

ولذلك كان للشوق دور كبير في التزكية والترقية، بخلاف الأنس الذي يجعل صاحبه ساكنا هادئا مطمئنا راضيا بما هو فيه، وقد قال بعض الحكماء في ذلك: (الشوق نار الله أشعلها في قلوب أوليائه حتى يحرق به ما في قلوبهم من الخواطر والإرادات والعوارض والحاجات، وهو ناشئ عن المحبة، فإذا بلغه العبد استبطأ الموت شوقاً إلى ربه، وأخذ في التواجد والتطاير إلى حضرة قربه)([245])

ولهذا كان الشوق هو الحادي المحرك للسائر إلى الله في كل مراحل سيره، كما عبر عن


[243] رواه أحمد (30/265) والنسائي (رقم/1305)

[244] مصباح الشريعة، ص: 196

[245] رشيد الراشد، الدر المنظم في وجوب محبة السيد الأعظم، ص 74، 75.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست