responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11

فالإنسان يشبه النبات والحيوان في صفات كثيرة.. حتى أن هناك من البشر من لم يخرج ولو في لحظة من حياته من عالم النبات والحيوان.. ذلك أنه لا يرى الحياة إلا غذاء ونموا..

وهناك من يترقى.. لكن لا ليعيش عالم الإنسان الرفيع المكرم، وإنما ليعيش مع الشياطين.. ولذلك يستعمل العقل الذي أتيح له ليترقى من خلاله وسيلة للخداع والمكر والحيلة مثل الشياطين تماما.

وهناك من يترقى ليعيش حقيقته الإنسانية وبدرجاتها المختلفة..

وقد اتفق على هذا كل الحكماء، وسأسوق لك من أقوال بعضهم ما يقرر لك تلك الحقائق، ويؤكدها، ويحول من ذلك المثل الذي ضربته لك حقيقة واقعة تعيشها كل النفوس من حيث لا تشعر.

فقد قال بعضهم معاتبا أولئك الذين يريدون معرفة الله، أو يتطلعون إلى الحقائق العالية من غير معرفة أنفسهم، والقوى التي تسيطر عليها: (ليس شيء أقرب إليك من نفسك، فإذا لم تعرف نفسك، فكيف تعرف ربك؟)([2])

ثم رد على أولئك الذين يتوهمون أن معرفة النفس قاصرة على معرفة ما بدا منها للعيان؛ فقال: (فإن قلت: إني أعرف نفسي! فإنما تعرف الجسم الظاهر، الذي هو اليد والرجل والرأس والجثة، ولا تعرف ما في باطنك من الأمر الذي به إذا غضبت طلبت الخصومة، وإذا جعت طلبت الأكل، وإذا عطشت طلبت الشرب.. والدواب تشاركك في هذه الأمور.. فالواجب عليك أن تعرف نفسك بالحقيقة؛ حتى تدرك أي شيء أنت، ومن


[2] كيمياء السعادة، أبو حامد الغزالي، (121)

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست