responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 84

التنزیه والتشبیه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن تنزيه الله تعالى وتقديسه، والمعارف المرتبطة بذلك.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن تنزيه الله تعالى وتسبيحه وتقديسه من الأركان الكبرى لمعرفته؛ فلا يمكن لمن وقع في مستنقعات التشبيه والتجسيم والتحديد والتقييد أن يعرف ربه العظيم الذي لا حدود لعظمته.

ولذلك كان سلب ما لا يليق بالله من الأركان الكبرى التي قامت عليها رسالات الأنبياء عليهم السلام في تعريفهم بربهم، فلا يمكن تأسيس العقائد الصحيحة في ظل الانحرافات والتشويهات والتبديلات.

بل إن الله تعالى يخبر أن التسبيح والتقديس والتنزيه هو وظيفة الكون جميعا في مسيرته للتعرف على الله، قال تعالى: P يُسَبِّحُ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ المَلِكِ القُدُّوسِ العَزِيزِ الحَكِيمِ O(الجمعة:1)

وأخبر عن الملائكة عليهم السلام وقولهم: ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ (البقرة:30)، وهو دليل على اندماج التقديس في الحمد والثناء وإثبات الكمالات، فلا يمكن إثبات الكمال مع اعتقاد النقص.

ولهذا يمتلئ القرآن الكريم بالآيات التي تنزه الله تعالى عن كل ما لا يليق به.. فهي تنزهه عن الشريك، قال تعالى:P الله لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ.. O (البقرة: 255)، وقال:P قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ (1) الله الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ O (الإخلاص)

وهي تنزهه عن الشبيه.. فالقدوس لا يشبهه شيء، قال تعالى:P وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست