responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 412

الربوییه والعبودیه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الربوبية والعبودية، وحقيقتهما، وعلاقتهما بالنفس المطمئنة والراضية، وطلبت مني ذكر الموقف الشرعي مما ورد في بعض كتب التزكية أو نسب إليها من المعاني التي لا تتوافق مع الشريعة، كقول بعضهم:

الرب حق والعبد حق ***   *** يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت ***   *** أو قلت رب أنى يكلف

وجوابا على سؤالك الوجيه، والذي أبدأ فيه من ذكر تلك الشبهة التي عرضتها، والتي قد ذكرت لك موقفي منها ومن أمثالها في رسائل سابقة، وهو يتلخص في أمرين:

أولهما: العودة إلى النصوص المقدسة باعتبارها الحكم الأكبر لكل شيء، كما قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: 59]

وخاصة مع ما ورد فيها من الإخبار عن التبديل والتغيير والدخن الذي يصيب الأديان بعد موت الأنبياء والهداة، والذي سماه رسول الله a دخنا.

وثانيهما: حسن الظن بمن وقع منهم الخطأ إن أمكن تأويله، أو إيجاد مخرج صحيح له، بناء على ما ورد في النصوص المقدسة من حسن الظن بالمسلمين المتمسكين بالدين..

وبذلك يجتمع الأمران اللذان دعت إليهما الشريعة، وأولهما الاكتفاء بها، وثانيهما عدم التسرع في الرد على المقولات المختلفة إلا بعد التأكد من كونها مخالفة لها.

ولذلك فإن تلك الأبيات التي ذكرتها، ومما هو من جنسها من الطامات والشطحات

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 412
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست