responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 393

 

الوصل والقطیعه

 

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن بعض المعاني التي ترد في كتب التزكية، والتي تتحدث عن وصال الله وتتمناه، وتشتاق إليه، وتتحدث في نفس الوقت عن القطيعة، وتخشى منها، وتعتبرها الجحيم الحقيقي.. وعن علاقة ذلك بتنزيه الله تعالى عن الجسمية وكل مقتضياتها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الوصال والقطيعة اللذين يتحدث عنهما علماء السلوك التزكية، قد ورد الحديث عنهما في النصوص المقدسة؛ فقد عُبر عن الوصال بلقاء الله، وعُبر عن القطيعة بالحجاب.

أما لقاء الله؛ فقد ورد الإخبار بتحققه، ولكل الخلق، فقد قال الله تعالى: ‌﴿‌وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ‌﴾‌ ‌[‌البقرة:‌223‌]‌، وقال: ﴿‌مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء الله فَإِنَّ أَجَلَ الله لَآتٍ‌﴾‌[‌العنكبوت:‌5‌]‌، وقال: ﴿أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾ [فصلت: 54]

وأخبر عن اللقاء الخاص، والذي هو لخاصة المؤمنين من الصالحين، فقال: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]

وفي آيات أخرى ربط بين لقاء الله والمجاهدة، ليبين أن لقاء الله قد يحصل في الدنيا، جزاء على مجاهدة النفس، قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ الله فَإِنَّ أَجَلَ الله لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [العنكبوت: 5]، ثم قال بعدها: ﴿وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ الله لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [العنكبوت: 6]

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 393
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست