responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 389

الله يعني أنه يرى الخلق موتى لا قدرة لهم ولا سمع لهم ولا بصر إلا بالله وبعد هذا يقع الفناء في الذات)([438])

واختصر آخر ذلك، فقال: (الفناء هو غياب النفس عن شعورها بذاتها وشعورها بلذاتها) ([439])

وقال آخر: (الفناء: هو انجذاب قلوب المؤمنين إلى الحق وعبادته ومحبته إلى درجة لا يشعرون معها بغير ما يعبدون ولا يشهدون غير ما يقصدون)([440])

وقال آخر: (الفناء: هو درجة كمال يبلغها العارفون الذين تحرروا من آلام المجاهدة، وخلصوا من سجن المقامات والأحوال والذين انتهى بهم الطلب إلى الكشف فرأوا كل مرئي، وسمعوا كل مسموع، وأدركوا كل أسرار القلب، والذين اعترفوا بنقص كشفهم فأعرضوا عن كل شيء وفنوا في مقصدهم وفنيت في هذا المقصد كل مقاصدهم)([441])

وقال آخر: (الفناء أن يفنى الإنسان عن نفسه فلا يحس بشيء من ظواهر جوارحه، ولا الأشياء الخارجية عنه، ولا العوارض الباطنة فيه، بل يغيب عن جميع ذلك، ويغيب عنه جميع ذلك ذاهباً إلى ربه أولاً، ثم ذاهباً اليه أخرى، فإن خطر له في أثناء ذلك أنه فني عن نفسه بالكلية فذلك شوب وكدورة والكمال أن يفني عن نفسه وعن الفناء، والفناء عن الفناء غاية الفناء والفناء أول الطريق، وهو الذهاب إلى الله تعالى وإنما الهدى بعد وأعني بالهدى هدى الله.. وهذا الاستغراق ما يثبت ويدوم، فإن دام صارت عادة راسخة وهيئة ثابتة عرج به إلى العالم الأعلى، وطالع الوجود الحقيقي الأصفى، وانطبع له نقش الملكوت،


[438] معراج التشوف إلى حقائق التصوف، ص 31.

[439] يوسف ايبش، السهروردي المقتول،ص 24 (بتصرف)

[440] سليمان سليم علم الدين، التصوف الإسلامي، ص 183.

[441] د. عبد الوهاب عزام، التصوف وفريد الدين العطار، ص 112، 113.

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست